الى امراة الترامواي ....





في يوم من ايام فبراير كان الجو باردا و في الوقت نفسه السماء صافية و الشمس ساطعة, توجهت صباحا للجامعة طامعة في حضور محاضرتي و اذا بي اجدها مغلقة بسبب تظاهرات الطلبة على العديد من الامور الشائكة ....


عدت ادراجي الى المنزل ثم قررت ان اتوجه الى المكتبة الكبيرة في بلدتي و ذلك لاطلع على الكتب التي لطالما اردت الاطلاع عليها و اجلت ذلك بسبب ضيق الوقت و ها قد حانت الساعة للذهاب اخيرا ....

كنت سعيدة ذلك اليوم لارتدائي حذائي الجديد و في نفس الوقت خائفة من الالم الذي قد يلحقه بي  

استقليت الترامواي لكونه الوسيلة المناسبة لايصالي للمكتبة, جلست الى جانبي امراة عجوز في وجهها تجاعيد تحكي الم الزمان و شقاء الحياة, جلست اتامل المناظر من نافذتي و كالعادة شردت لمدة طويلة و اصبحت اتخيل القصص و الحكايات الغريبة,

بعد مرور سبع محطات رن هاتفي و بعد انتهاء المكالمة, لاحظت بعد مرور دقائق كلام العجوز مع المراة التي كانت واقفة بجانبها كانتا تتحاوران عن قلة ادب جيل اليوم و كم انهم وقحون و لا يعرفون الاداب العامة لا بل يعرفونها و يتجاهلونها 
بقيت استمع للحوار دون ان انظر لهم, بعد لحظات اردت ان اتاكد من المحطة من خلال النظر الى الجهة المقابلة فوقعت عيني بتلك المراة كانت تبدو في اوائل الثلاثينيات و تبدو بصحة جيدة و امراة راقية في شكلها 


بعد ان ازحت نظري سمعتهن يقولن "اه يا الهي حقا كنا على حق كيف لها ان لا تقف و تدعني اجلس هذه قلة ادب بحتة "ادركت حينها انهن يتكلمن عني منذ البداية نعم انا محور الحديث يا سادة 

 اتهمنني بقلة الادب و انعدام الاخلاق منذ البداية من دون ان يعرفوا وجهة نظري او اسبابي, تضايقت و انزعجت 

 انزعجت لانها لم تطلب مني مباشرة فلو سالت كنت استجبت بسرور و منحتها مكاني رغم الم رجلي مباشرة     

في خضم كل ذلك راودتني افكار جنونية كالمقالب التي نشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي لكن تراجعت في اخر دقيقة

المشكلة  ولا اعلم ان كانت حقا مشكلة تم الحكم علي دون سماع حججي او اسبابي فانا منذ البداية كنت شاردة الذهن و لم اكن على دراية بما يقال 

لذلك قررت ان لا امنحها مكاني و ان لا ارضخ لاحكامها 
 لا اعلم ان كان قراري صحيح و لكن عنادي وعزة نفسي لعبت دورا كبيرا و اذا سالت نفسي هل انت نادمة لا اعلم حقا 
 العبرة من القصة لا تحكم على الاخرين دون معرفة شيء و التهي بنفسك فقط, ولا تعاند كذلك فانك لن تحصل على الخير




Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

اول مرة (في المدرسة, في المطبخ, في العمل..........)

لماذا نقرا الرواية ؟